Telegram Group Search
"هو الغوثُ المُرَجَّى وهو حَسْبِي
إذَا مَا الدَّهْرُ نَكَّرَ مَا تَعَرَّفْ"
( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ)

قيل: من عفا ولم يصلح فلا يدخل في هذه الآية.

أي أنه من سكت عن خطأ ابتغاء وجه الله ولم يبين وجه الصواب في المسألة فلا يدخل في هذه الآية وهنا تبرز أهمية قوة الشخصية المؤمنة.
خلسة من نعيم

في تزاحم الأيام ثمة خلسات، دقائق ما قبل الإقامة، ثوان السجود لاسيما سجود المتعب المريد، تزاحم الدعوات في الصدر، استيقان أن الدعاء مجاب وأن الإنسان معطى بكل الأحوال، اللحظات الذهبية كل يوم عند الغروب، صوت تلاوة القرآن، بحة المنشاوي وحزنه، صورة إنسان، مشهد عابر، حكاية مؤثرة، بيت خرب وآخر عامر، ذكرى مرت، رائحة عطر عبرت، نسيم مساء، صوت الليل وما أعجب صوت الليل، رائحة البن والقهوة، صديق لم تغيره الدنيا، وود لم يفسد، كلها خلسات من نعيم
كل ما أصاب باليأس أتذكر أن هناك من يعمل في الخفاء، وهناك أناس تخطوا مرحلة الشك وعملوا على الاجتهاد وبذلوا ما استطاعوا من أسباب، وتبنوا مشاريع النهضة كأنها أرواحهم فلا يمسها أحد، وكأنه حد حرام لا يتجرأ عليه أحد أمامهم.

أدركوا موازين العالم الحديث، واستناروا بتاريخ سلفهم، وجمعوا بين القول والعمل، فإن أصابوا فلهم أجران وإن لم تنجح تجربتهم ولم تكتمل فكرتهم فلهم أجر المحاولة وأجر الإعذار إلى الله.

فلا تشككوا من مشى في طريق ما إذا لم تكونوا على يقين لا يخالطه شك أنه يسير في الاتجاه الخاطئ ولا يمكن تفسير أفعاله إلا بأنها أفعال خاطئة وإلا فقد تكونوا دروعاً لكن للأعداء وسهام في صدور مشاريع نهضة عيون الأرض ترقبها.

ومن حدثته نفسه عن أخطاء العاملين في ثغور المسلمين فليرح نفسه قليلاً فإنه من يعمل فقد تحتم عليه الخطأ، ونصحه واجب فإن أبى فالدعاء له والأخذ بيده إلى الصواب بأقل الضرر وأفضل الوسيلة.
يا صلاح الدين انهض.. جاد قومي بالكلام
تعرفت على رجل يبلغ من العمر قرابة الأربعين عام، كتب الله له أن يقوم بمهنة يبدو لي أنه فقد جزء منه فيها.. كنت على طبيعتي أسلم عليه وأقول له صباح الخير عند كل صباح، وقبل أن أذهب كنت أساله عن حاله وأقوله طمنا عنك وذات مرة قلت له أوصلك إلى منزلك - أقصد خيمته - بدأت ألاحظ على هذا الرجل أحيانا الدمعة في عينه لما أطيل وقوفي معه والسؤال عنه.. كنت أشعر بدعائه لي بعد أن أذهب عنه

قلت متأسفًا.. كم يفتقد هذا المغترب عن أرضه إلى الإنسانية وإلى الرحمة.. ماذا عاين من البشر حتى صار مجرد السلام عليه وإبداء أقل القليل من الرحمة كالاطمئنان عن حاله أمرًا بالغا في الأهمية يدفع رجلاً إلى أن تبدو في عينه الدمعة أو أن يكلل الآخر بالدعاء الكثيف اللطيف لمجرد شيء بسيط جدًا

هذا العالم بدأ يتحول إلى مجرى مختلف ومخيف تتحول فيه الإنسانية إلى عملة نادرة لذا حافظوا عليها ولو بأقلها.. أعني الكلمة
كل عام وأنتم بخير حال
كل عام وأنتم إلى الله أقرب
و لما صارَ ودّ الناسِ خباً
جزيتُ على ابتسامٍ بابتِسامِ

المتنبي
Forwarded from العماد
أعلّل مهجتي ويصيحُ دهري
ألا تغدو؟ فقد ذهب الرّفاقُ..
في المجتمعات الاستهلاكية؛ يتم إغواء الإنسان بأنّ حقه الأساسي هو الاستهلاك، وأنّ إشباع اللذة هو أقصى تعبير عن الحرية الفردية

أصبح من الممكن إغواء الإنسان الفرد وإيهامُه بأن مايرغبُ فيه هو قرارٌ حرٌ نابعٌ من داخله، ولكنه في الحقيقة شاهدَ مئات الإعلانات التي ولَّدت الرغبة الذاتية، وأوجدت عنده الرَّغبة التلقائية

د.عبد الوهاب المسيري
أنهيت منذ قليل رواية بيت خالتي، هذه الرواية التي مكثت طويلاً في رف الكتب لا أستطيع الاقتراب منها لأني أهابها حقاً.. أخاف أن تمعن فيّ وتزيد الجرح جراح، وهذا ليس خوفاً مباحاً بل إني أعتبره غير ذلك.

أمسكتها البارحة ووضعتها من يدي اليوم، لم أكن أتوقعها كذلك!، لم أكن أريد أن أسمع ملخصاً عنها قبل ولا أريد من أحد أن يحكي لي عنها - ولم يفعل أحد -، الرواية مليئة بالألم إلى حد عجيب، الرواية قاسية لدرجة بعيدة عن الخيال وقسوتها لا تكمن في أنها مختلقة أو من وحي الخيال لكن قسوتها وألمها والحزن الشديد الذي تصنعه هذه الرواية نابع عن كونها رواية حقيقة لأشخاص نجوا من سجون النظام المجرم.

الرواية مكونة من قرابة ٤٠٠ صفحة، اللغة التي كتبت فيها لغة محببة إلي والمصطلحات التي استخدمت قريبة جداً من النفس كونها تستخدم اللهجة الشعبية أحيانا، ما أزعجني هو أن ورقات الرواية تسقط من الكتاب ربما لنقص في الجودة.

كما تصورت، ستزيد هذه الرواية الهم والحزن ولم يكن العيد الوقت المناسب لها لكن هذه القضية لا يمكنني مراعاة مشاعري تجاهها ولا أجد شيء ثمين كهذه القضية استثمر فيه وقتي وأشعل فيه الحقد من جديد وأتعاهده فلا ينطفئ ما بقي في الجسد حياة.
"ومَن لَم يَزِل يَخشَى العَواقِبَ لَم يَزَل
مهينًا رَهِينًا في حِبال العواقبِ"
أسامة | على قيد الحلم
Photo
على ثرى دمشق، لقاء الأرواح..

الآن وأنا أرى الشمس إلى أفول، والهواء قد انطلق يداعب أغصان الزيتون وأفئدة المشتاقين، في مكان لا شيطان فيه ولا دنيا، ولحن عتيق ينادي بهدوء وسكينة وحزن "إخواننا كانوا"، وخوف لذيذ له نكهة امتزجت مع الإباء

الثغور.. القاسم المشترك بيني وبينهم، من هم؟ أصحابي على ثرى دمشق، فهناك ضمت أرواحهم السماء، وأجسادهم الأرض، وهنا أيضا ضمت أرواح أحبتي السماء، وأجسادهم الأرض، تشابهت الأسماء.. بل تطابقت، وتطابق الهوى وقبلة الفؤاد، واجتمعت كلها في أمية الروح.

كم عام مر؟ بدأت أثق الآن أنها ليست كثيرة، الإجرام نفسه لم يختلف فزمن الأب كزمن الابن والأخير ألعن، والتضحية في التسعينيات هي نفسها في هذه الثورة والأخيرة أكرم، شجاعة الأبطال هناك هي نفسها شجاعة الأبطال هنا في هذه الأيام ولا محل للمقارنة إذ أنها أرواح بذلت، وأفئدة تحرقت، وشموع احترقت لتنير الدرب.. وإني لأحسبها مسيرة كبر الله فيها مروان حديد لنتابع - بمعية الله - المسير الآن حتى النصر.

أبو عمر أيمن الشربجي، وثرى دمشق المباركة، وهنا وثرى الشام المباركة، أمانة أثقلت الطليعة المباركة فحملناها - بفضل الله - معهم، أقرأ له فلا يزال يروي في كتابه حكاية البطولة فأحسبني بينهم وأشم عطر البارود، يروي مآثر إخوانه بعد الرحيل وينتقي لها أحلى العبارات فيخيل لي صور إخواني الراحلين

كلما قرأت صفحة جديدة كلما رأيت أبو عمر أيمن وإخوانه وهم يعانون، ويبذلون ويضحون ويصبرون.. وكلما رأيت بطش النصيرية تذكرت قول الله تعالى { لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد * متاع قليل ثم مأوهم جهنم وبأس المهاد }، أعادني الكتاب إلى الوراء إلى بدايات الثورة العظيمة وكيف فجر الأحرار معاقل المجرمين وأحالوها بحول الله رماداً، لما يحكي مداهمة المجرمين لمعاقل الأبطال ويروي حكايات البطولة يرتعد صدري، وتبرق عيني، وأتخيلهم كيف يتجندلون لله وهم قابضين على الراية غير مبدلين ما عاهدوا عليه.

ثم طرت مع سؤال راودني، كيف كنت تفعل لو لم يكن هناك جهاد في هذه الأيام؟

يالله.. كيف سأحتمل كل ذلك.. كيف لي أن أقرأ قصص إجرامهم وأصبر، وكيف لي أن أقرأ عن البطولات ثم أجدني بين القواعد والنساء، كيف لي أن أمسك البندقية فأشكو لها ما عالجه الصدر من أشواق.. لينهال علي ما قيل " قد عرفت، فالزم! ".. اللهم اللزوم حتى مسير الروح إليك.

لأرواح العظماء الذين لم تنصفهم الأرض، عمالقة العطاء، الرجال النجباء، أبو عمر أيمن وإخوانه وشهداء جهادنا العظيم أزكى تحية، وأصدق محبة، وأجل مودة.. وإلى لقاء يجمعنا متحابين وإن لم تلتقي الأجساد فإن الأرواح قد اتصلت..


"لا لست أنساهم حتى وإن رحلوا
لا زلت أذكرهم يحدو بي الأمل.."

16 ذو الحجة 1445، السابعة مساءً.
أسامة | على قيد الحلم
على ثرى دمشق، لقاء الأرواح.. الآن وأنا أرى الشمس إلى أفول، والهواء قد انطلق يداعب أغصان الزيتون وأفئدة المشتاقين، في مكان لا شيطان فيه ولا دنيا، ولحن عتيق ينادي بهدوء وسكينة وحزن "إخواننا كانوا"، وخوف لذيذ له نكهة امتزجت مع الإباء الثغور.. القاسم المشترك…
كان مما اختتم به كتابه رحمه الله قصة أحدهم الذي راح يناقش قضايا فكرية ويثيرها في وقت غير مناسب وقرر مخالفة الجماعة وغادر البلاد دون إذن فاعتقل وكان أكبر سبب من أسباب خسارة الطليعة لقوتها " السرية، والتنظيم العالي " فاعترف على مجموعة من الضباط الذين تحملوا أذى النصيرية حتى يمكن الله لهم وييسر لهم فاعتقلوا، واعترف على بعض الأخوة الذين كانوا ركائز كبيرة في مشروع الطليعة..

العبرة التي أراد إيصالها " ايضاحاً لا تصريحاً حتى " أن الجماعة خير، وأن قيادة الجماعة أشمل في رؤيتها للأمور، ولا أكتب الكلمات بمعان معينة وإنما دونكم كتاب الراحل فانظروا فيه وتأملوا تلك التجربة
إنَّ الشباب لا يضيع مع طول العمر، ولكنَّه يضيع مع طول العبث.
والحياة لا تفنى مع شدة الجهد، ولكنها تفنى في شدة الغفلة.
والعقل لا يكلُّ مع طول الفكر، ولكنَّه يكلُّ مع طول الاستخفاف بالفكر.

- ‏محمود شاكر.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
{ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين}
2024/06/25 21:04:28
Back to Top
HTML Embed Code: